نحن لسنا بصدد تقديم خارطة طريق، ولا خطة عمل، للوصول للإندماج المغاربي، لأن هذا الأمر يخضع لكثير من المتغيرات الاجتماعية والسياسية والإقتصادية للبلدان المغاربية، حاضرا ومستقبلا. بما يوجب المرونة في التفكير و العمل لأجل تحقيق الهدف الذي يتضمنه الميثاق.
لكن هذه توجيهات عامة، للمرحلة الانتقالية في إتجاه تحقيق الإندماج، تتوافق مع رؤية وروح الميثاق المغاربي، الذي يعد تحقيقه الهدف الأسمى والنهائي للشعب المغاربي من “امساعد” إلى “نهر السنغال”.
نحن هنا لسنا بصدد تقديم خارطة طريق، ولا خطة عمل، للوصول للإندماج المغاربي، لأن هذا الأمر يخضع لكثير من المتغيرات الاجتماعية والسياسية والإقتصادية للبلدان المغاربية، حاضرا ومستقبلا. بما يوجب المرونة في التفكير و العمل لأجل تحقيق الهدف الذي يتضمنه الميثاق.
لكن هذه توجيهات عامة، للمرحلة الانتقالية في إتجاه تحقيق الإندماج، تتوافق مع رؤية وروح الميثاق المغاربي(في طور الصياغة حاليا، ويمكنكم المساهمة فيه)، الذي يعد تحقيقه الهدف الأسمى والنهائي للشعب المغاربي من “امساعد” إلى “نهر السنغال”.
مبادئ وأسس المرحلة الإنتقالية، أو الطريق نحو تحقيق الميثاق المغاربي :
1- أن يكون طريق الوصول إلى الإندماج المغاربي نابعا من الإرادة الحرة للشعب المغاربي ومعبرا عنها.
2- رفض كل أشكال الإرهاب والقتل والإنقلابات والإنفصال والتمرد، وغيرها من الأشكال العنيفة، مهما كانت دوافعها المعلنة، و التي لا تؤدي في النهاية إلا إلى الإستبداد والدكتاتورية والظلم، كما رأينا في عديد الامثلة في تاريخنا الحديث.
فالغاية، عندنا، لا تبرر الوسيلة.
3- أن نسعى لتحقيق هدف الإندماج المغاربي من خلال العمل المدني والجمعياتي والنقابي والحزبي، وكل الأشكال المدنية المتاحة للتعبير عن رؤية ورغبة الشعب المغاربي في الوحدة والإندماج.
وفقا لهذه المبادئ والأسس، نعتقد أن الطريق إلى تحقيق الإندماج على أساس الميثاق المغاربي يكون من خلال العمل على المجالات التالية:
1- المجتمع المدني والمنظمات المهنية :
* تحشيد جمعياتي، وإستقطاب مختلف مكونات الشعب المغاربي، وتعريفه بمشروع الإندماج والميثاق المغاربي، ميدانيا ورقميا وإفتراضيا وبكل الوسائل الممكنة.
* دفع المنظمات الوطنية لتسهيل وتقريب الإندماج المغاربي، على سبيل المثال، من خلال عقد اتفاقات للإعتراف المتبادل بالشهائد العلمية والمهن التي لها إطار تنظيمي مثل الأطباء والمهندسين والمحامين،وغيرهم، بحيث يسهل عليهم العمل في البلدان المغاربية الخمسة. وكذا إعتراف النقابات ودفاعهم عن العمال المغاربيين مثل العمال المحليين، وكذا في المجال الرياضي من خلال الإعتراف باللاعبين المغاربين كلاعبين محليين في الدوريات المختلفة، وغيرها من الأمور التي تساهم في تقريب وترسيخ الفكرة الوحدوية المغاربية.
* تأسيس إتحادات طلابية مغاربية تضغط على الجامعات لتيسير وتسهيل التبادل الطلابي بين الجامعات المغاربية وتوفير فرص دراسة وبحث للطلبة المغاربيين أينما كانوا.
* وغير ذلك من الأفكار والتحركات في الإطار الجمعياتي والنقابي…
2- الإقتصاد :
* تبني المنهجية التي طرحها الإقتصادي المجري “بيلا بالاسا” والتي تبناها الإتحاد الأوروبي من خلال التدرج المتسارع في تحقيق الإندماج الإقتصادي عبر المرور بالمراحل التوحيدية الستة وهي :
منطقة التجارة التفضيلية تسمى ًأيضا منطقة التفضيليات الجمركية، ومنطقة التجارة الحرة، والاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة، والاتحاد النقدي، والاندماج الاقتصادي الشامل.
واللافت للانتباه في سيرورة هذا المسار أن الاقتصاديات المحلية كلما انخرطت في مرحلة محددة، زاد شرهها للانتقال والارتقاء نحو مرحلة أعلى, لأن الفوائد الإقتصادية دائما تكون أكبر .
ونحن نعتقد أن الوصول إلى الإتحاد النقدي الكامل والسوق المشتركة، الذي تطلب 40 سنة من أوروبا ، يمكن أن يحصل عندنا في نصف هذه المدة أو أقل، لأنه ليس لنا مخلفات حرب عالمية قتلت ملايين الأوروبيين، وليس لدينا لغات وأعراق ومجتمعات مختلفة، وليس هناك معارضة أو رفض مجتمعي للإتحاد مثلما هو الحال في أوروبا. بالعكس، عندنا هناك دفع مجتمعي بإتجاه الإتحاد.
3- السياسة :
* تبني الميثاق المغاربي من البلديات المغاربية والعمل على توأمة البلديات المغاربية بين بعضها البعض ،وخاصة تلك الحدودية منها.
* تبني الميثاق المغاربي من السياسيين الذين يترشحون للإنتخابات، ويعملون على تحقيقه عند نجاحهم فيها ، من خلال دعم القوانين التي تسهل على المغاربيين التنقل والدراسة والعمل والإقامة في البلدان المغاربية، والقوانين التي تسرع الإندماج الإقتصادي, وتسهل المرور من مرحلة إلى أخرى وفق برنامج “بيلا بالاسا” .
* العمل والتنسيق مع السياسيين الوحدويين المغاربيين في البلدان الخمسة، لتقريب فكرة الإندماج والفدرالية شيئا فشيئا، لينتهي الأمر بإعلانها
والأكيد أن السياسيين الذين سيخطون تلك الخطوات، سيحفرون أسمائهم بأحرف من ذهب في كتاب التاريخ وسيصبحون منارة الشعب المغاربي والاجيال القادمة
4- الثقافة :
* تبني التوجه الوحدوي المغاربي في الأعمال الفنية والسينمائية والدرامية المغاربية، والتنسيق والعمل على انتاجات مشتركة مدعومة من وزارات الثقافة في البلدان المغاربية.
5- البحث العلمي :
* العمل على مشاريع بحثية مشتركة وتمويلها بشكل أكبر ومشترك بين مختلف الدول المغاربية، خاصة تلك المتعلقة بالمياه والطاقة الشمسية والتكنلوجيا الحديثة.
وغير ذلك من الأفكار، التي يمكنها أن تسير في طريق تحقيق الميثاق المغاربي على أرض الواقع.