• المسألة اللغوية في المغرب الكبير

المسألة اللغوية في المغرب الكبير

مقالات

المسألة اللغوية لم تكن مطروحة تاريخيا في المغرب الكبير، حيث أن أبناء المغرب الكبير تبنى أغلبهم اللغة العربية، ولم يكن هناك أي اشكال مع الذين اختاروا الحفاظ على البقاء ناطقين بالأمازيغية.

  1. المسألة أصبحت اشكالا، عندما أصبحت الوثائق الرسمية أمرا مهما، وعندما أصبح التعليم إجباريا.

وهنا يصبح طبيعيا أن تطرح مسألة لغة التعليم والوثائق الرسمية.

كان هناك اشكال طبيعي وهو ماهي لغة التعليم؟ خاصة وأن اللغات الأمازيغية هي لغات شفوية، ليس لها أثر مكتوب.

أحس كثير من الناطقين بالأمازيغية بنوع من الظلم بسبب فرض العربية على ابنائهم لغة تعليم.

  1. وهنا تدخلت فرنسا وأنشأت الأكاديمية البربرية في باريس سنة 1966, وحاولت تحويل المسألة من اشكال لغوي حول لغة التعليم إلى اشكاليات عرقية عنصرية، لا علاقة لها بالمسألة الحقيقية المتعلقة باللغة.

وعوض الحديث عن الناطقين بالأمازيغية، أصبح الحديث عن أمازيغ/بربر مقابل العرب. وهذا تحويل خبيث للمفاهيم، لا علاقة له بالواقع. فالجميع يعلم أن هذه الثنائية غير موجودة، وجميع سكان المغرب الكبير مختلطون (لوبيون/بربر/أمازيغ مع فينيقيين مع رومان مع فندال مع عرب مع أندلسيين/موريسكيين مع اتراك) وهذا الخليط هو الذي شكل الإنسان المغاربي. وأن المسألة اللغوية ليست مسألة عرقية، وأن توجيهها لتصبح مسألة عرقية، هو عمل فرنسي خبيث.

هذا التدخل والتوجيه الفرنسي، لا يمنع وجود المسألة اللغوية، التي يجب أن نجيب عليها ونجد لها حلولا حقيقية تخرجها من أيدي الخبيث الفرنسي وأتباعه.

  1. يجب الاخذ بعين الإعتبار في الحلول التي نطرحها :

– أن التعليم -خاصة في المرحلة الإبتدائية- يجب أن يكون باللغة التي يتحدث بها الطفل، وليس بلغة أخرى، فالهدف أن يفهم العلوم، وليس أن يمضي وقته في فهم لغة أخرى.

– أن الأمازيغية هي عدة لغات / لهجات يمكن لبعضها فهم البعض الآخر، ولكن اغلبهم لا يفهمون بعضهم البعض. خاصة المتباعدون جغرافيا.

– أن الأمازيغية هي لغات شفوية وليس لها آثار مكتوبة، وليس لها قاموس.

– أن عدد الناطقين بالأمازيغية يختلف حسب المصادر. فهو حوالي 500 ألف في ليبيا، ويتراوح، في الجزائر، بين 4 ملايين حسب مصادر الدولة و 8 ملايين حسب الأكاديمية البربرية في باريس، ويتراوح في المغرب بين 9 ملايين حسب مصادر الدولة، و 15 مليون حسب الأكاديمية البربرية. وبالتالي فإن العدد الحقيقي للناطقين بالأمازيغية في المغرب الكبير يتراوح بين 14 مليون و 24 مليون مواطن مغاربي. ناطقين باللغات الأمازيغية النفوسية، والغدامسية، و القبايلية، والشاوية، والمزابية، والشناوية، والريفية والشلحية والطوارقية، إضافة إلى بعض اللهجات المحلية الأخرى.

– أن هناك أعمال متفرقة بين باريس والمغرب والجزائر على معيرة اللغة/اللغات الأمازيغية، لكي تصبح لغة واحدة مكتوبة ولها قاموس موحد، ولكن هذه الأعمال لازالت ناقصة ويغلب على بعضها الطابع الاديولوجي والعنصري (خاصة تلك المدعومة من فرنسا) أكثر منها بحث حقيقي عن لغة معيارية أمازيغية.

– أن الأمازيغية جزء أصيل من تراث وثقافة المغرب الكبير يجب الحفاظ عليه ودعمه وتطويره داخل المغرب الكبير، وليس من قوى خارجية لها أهداف أخرى.

– أن اللغة العربية هي اللغة التي يستعملها ما بين 75% و 85% من مواطني المغرب الكبير بشكل طبيعي.

  1. إعتبارا لكل ما سبق، اقترح في مسألة اللغة، أن يكون للمغرب الكبير :

1- اللغة الرسمية هي اللغة العربية، مع الإعتراف بالأمازيغية، ويكون هذا الإعتراف عبر :

السماح للبلديات/المحليات بإضافة اللغة الأمازيغية(المحلية في تلك البلدية أو المعيارية إن تم الإتفاق عليها) في كل الوثائق الرسمية إضافة إلى اللغة العربية. في كل البلديات التي تطالب بذلك.

2- إنشاء أكاديمية مغاربية للغة الأمازيغية ، ودعمها بكل تمويل وتدريب ممكن، لإنشاء قاموس أو قواميس أمازيغية من أجل أن تصبح في مرحلة أولى لغة كتابة وادب، ثم يكون الهدف أن تصبح لغة علوم، بحيث يمكن تدريس العلوم بالأمازيغية ، وسحب موضوع الأمازيغية تماما من يد فرنسا، ووضعه في يد أهلها، المغاربيون الناطقون بالأمازيغية.

3- إنشاء أكاديمية مغاربية للغة العربية، يكون هدفها أن تصبح العربية لغة بحث علمي وليس فقط لغة تعليم للعلوم الموجودة، والتعاون مع الأكاديميات العربية في المشرق، لتحافظ العربية على تحديث دائم مع العلوم الحديثة.

4- التعليم : الهدف هو نشر المعرفة والعلم وتنشئة أجيال تجيد التعامل مع الرياضيات والفيزياء والعلوم الحديثة، وليس أن تفرض عليهم لغة بالقوة، يكون هذا من خلال :

4′- إلغاء تعليم اللغة الفرنسية في المرحلة الإبتدائية و:

أ – تعليم كل المناهج باللغة العربية في أغلب البلاد.

ب- السماح للبلديات / المحليات بإفتتاح مدارس وتعليم كل المناهج باللغة الأمازيغية (المحلية أو المعيارية)، تحت إشراف الأكاديمية المغاربية للغة الأمازيغية.

ج- أن تمول الدولة كل المدارس مهما كانت لغة التعليم، وأن توفر المباني والكوادر التعليمية لكل المدارس. والبلديات هي التي تحدد لغة التعليم، مع الحفاظ على نفس المنهج الدراسي.

4”- في المرحلة الوسطى/الإعدادية والثانوية من التعليم، يتم إلغاء اللغة الفرنسية من تعليم العلوم، وتدريسها فقط كلغة حية مثلها مثل الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والصينية والألمانية.

4”’- تدريس العلوم، في المرحلة الوسطى/الإعدادية والثانوية من التعليم، يكون باللغة العربية، مع السماح للبلديات بإفتتاح معاهد لتدريس كل العلوم بالأمازيغية لكل من يرغب في ذلك. مع الحفاظ على نفس المنهج.

4””- تدريس العلوم والبحث العلمي في التعليم العالي يكون بالعربية والإنجليزية. مع إدخال الأمازيغية عندما يصبح ذلك ممكنا.

تابعونا على مواقع التواصل الإجتماعي

دولة المغرب الكبير الإفتراظية