تاريخنا طويل ومليء بالأحداث والممالك والغزوات، لكن ما يهمنا هنا فقط الأحداث الكبرى التي صنعت هوية المغرب الكبير.. تركت فيه آثارا حضارية وهووية راسخة.

– اختصر في 9 نقاط، الهجرات والحضارات التي صنعت هوية المغرب الكبير عبر التاريخ. ثم 4 أفكار عن – من نحن تاريخيا؟-

– الهوية التاريخية للمغرب الكبير، كما لكل الأمم، هي تاريخ الهجرات الشعبية والبرجوازية، والإمبراطوريات والحظارات التي حكمت أرضه.

توضيح :

الهجرات الشعبية : هي الهجرات التي قام بها عدد كبير من الناس، واستوطنوا الأرض وإختلطو بساكنيها وأصبحوا جزأ منهم

الهجرات البرجوازية : هي الهجرات النخبوية التي تتكون من حكام/أمراء، وقادة جيش ومهنيين وتجار، تأتي مع الفاتحين/الغازين/الحاكمين، ولا تختلط بالسكان المحليين إختلاطا كبيرا، بل تكون منفصلة عنهم في مدن خاصة بهم. اختلاطها فقط يكون بالبرجوازية المحلية.

1- الهجرة الشعبية الأولى للشعوب التي داهمتها الصحراء الكبرى، حوالي 5 آلاف عام قبل الميلاد. هذه الشعوب التي انحازت إلى شمال إفريقيا واختلطت بالمحليين، أطلق عليهم جميعا إسم ” اللوبيون”

2- هجرة الفينيقيين إلى قرطاج، حوالي 800 قبل الميلاد، – هجرة برجوازية – حيث سكن الوافدون غالبا، المدن التي أحدثوها، حكموا 600 عام. وفي أقصى امتداداتهم، سيطرو على كامل الساحل الشمالي للمغرب الكبير وجنوب إسبانيا وصقلية وسردانيا.

3- الرومان، حوالي 200 قبل الميلاد، كما القرطاجيون كانت هجراتهم برجوازية، واستوطنوا المدن التي أحدثوها. في أقصى امتدادهم، حكموا كامل الساحل الشمالي للمغرب الكبير، حكمهم إمتد حوالي 500 عام.

ملاحظة : – بين قرطاج وروما، حصل أول توحيد، بحكم محلي، لجزء كبير من المغرب الكبير، نوميديا.

4- الوندال، حوالي 450 م – هجرة شعبية كبرى- كانت إمتدادا لهجرات الجرمان البرابرة داخل أراضي الإمبراطورية الرومانية الغربية. استوطنوا في أغلب الساحل الشمالي للمغرب الكبير، حكموا لمدة 100 عام، وبقوا هنا حتى بعد زوال ملكهم، وإختلطوا بالسكان المحليين.

5- العرب المسلمون، حوالي 650 م، هجرات برجوازية في البداية، استوطنوا المدن الكبرى، والمدن التي أحدثوها. إختلطوا بالسكان المحليين سريعا وسيطروا معا على بلاد الغوط (الاندلس)، واستوطنوا فيها، معا، أكثر من 700 عام.

6- الهجرات الكبرى لعرب بني هلال وبني سليم، حوالي 1000 م، الذين استوطنوا أغلب مدن المغرب الكبير.

7- الهجرات الكبرى من الاندلس، بداية من حوالي 1100 م إلى حوالي 1500 م، حملت معها،سكان الاندلس المسلمين، إلى بلاد المغرب الكبير.

ملاحظة : – الأغالبة ثم المرابطون ثم الموحدون – بين 800 م و 1200 م – : ممالك محلية قامت بتوحيد أغلب بلاد المغرب الكبير تحت حكم محلي مرة أخرى.

8- الأتراك العثمانيين، حوالي 1500 م – هجرات برجوازية هدفها حكم وتسيير البلاد – حكموا أغلب بلاد المغرب الكبير حوالي 300 عام.

9- الفرنسيون والإيطاليون حوالي 1800 م/1900 م -هجرات برجوازية وافدة هدفها حكم وتسير البلاد – وقد تم طردهم بعد ذلك، حيث أنهم لم يندمجوا بالسكان المحليين.

يبدو بشكل واضح:

1- أن مصير بلاد المغرب الكبير، كان دائما مصيرا مشتركا عبر كل مراحل التاريخ، منذ بداية التاريخ.

2- أن الهوية المغاربية ثرية جدا بالحركات الشعبية والحظارية تاريخيا.

3- أن الهجرات الشعبية، عبر التاريخ، كانت تتوزع على كل بلاد المغرب الكبير، حيث لم يأتي شعب أو قبيلة واستوطنت مكانا محددا وفرضت هويتها في منطقة محددة فقط، مثل ما حدث في أوروبا، حيث أن الأنغلو-سكسونيين استوطنوا بريطانيا دون غيرها، والفرنكيين استوطنوا فرنسا دون غيرها، والغوط الغربيين استوطنوا إسبانيا وشمال إيطاليا، وهكذا.. هذا لم يحدث عندنا، كان تاريخنا دائما نفس التاريخ تقريبا.

4- أن هويتنا – من منظور تاريخي – هي هوية واحدة/مشتركة وثرية جدا نسجتها شعوب قادمة من الجنوب، من الشرق ومن الشمال، اختلطت بمن سبقهم على هذه الأرض، ونحتت هوية تميزنا جميعا.